الثلاثاء، 17 يونيو 2014

مراحل أصدار الفتوى

من أدب التعامل مع دار الإفتاء
إذا أبطأ عليك المفتي في الفتوى -شفهية كانت أو مكتوبة- فلا تعجل عليه، بل إنه قد يطلب منك ترك السؤال لعرضه على بقية أمناء الفتوى بل وعلى فضيلة مفتي الديار المصرية نفسه إذا لزم الأمر؛ فإن من شأن المفتي أن يتثبت وألا يسرع بالإجابة قبل استيفاء الفتوى حقها من النظر والفكر؛ فالفتوى تمر بأربع مراحل: التصوير، والتكييف، وبيان الحكم الشرعي، وتنـزيله على الواقع؛ فلا تظن أن الإسراع دائمًا براعة والإبطاء عجز ومنقصة؛ فلأن يبطئ المفتي فيصيب خير من أن يعجل فيخطئ.
يقول التابعي الجليل عبد الرحمن بن أبي ليلى: «أدركتُ عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُسأَلُ أحدهم عن المسألة، فيردها هذا إلى هذا، وهذا إلى هذا... حتى ترجع إلى الأول».
وهذا الإمام مالك رضي الله عنه؛ ربما كان يُسأَل عن خمسين مسألة فلا يجيب في واحدة منها.
وأتى رجل إلى الإمام سحنون فسأله عن مسألة، فأقام يتردد إليه ثلاثة أيام: مسألتي أصلحك الله! اليوم ثلاثة أيـام! فقال له: وما أصنع لك يا خليلي؟ مسألتك معضلة، وفيها أقاويـل، وأنا متحير في ذلك! فقال له: وأنت -أصلحك الله- لكل معضلة، فقال له سحنون: هيهات يا ابن أخي، ليس بقولك هذا أبذل لك لحمي ودمي إلى النار، ما أكثرَ ما لا أعرف! إن صبرتَ رجوتُ أن تنقلب بمسألتك، وإن أردت أن تمضي إلى غيري فامضِ تُجَبْ في مسألتك في ساعة، فقال: إنما جئتُ إليك ولا أستفتي غيرك، فقال له: فاصبر عافاك الله. ثم أجابه بعد ذلك.
مفاهيم إفتائية - فتاوى دار الإفتاء المصرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق