عبد الفتاح القصرى



ولد عبد الفتاح القصري عام1905لأب ثري يعمل في تجارة الذهب في اشهر أحياء القاهرة الفاطمية في ‘الجمالية، أحب التمثيل منذ الصغر, درس الفرنسية في مدارس الفرير و كانت بدايته في فرقة عبد الرحمن رشدي ثم فرقة نجيب الريحاني و حقق نجاحا لفت إليه انظار المخرجين السينمائيين و التقطوه و قدموه في الأفلام الكوميدية . عمل بفرقة عبدالرحمن رشدي ثم فرقة عزيزعيد وفاطمة رشدي ثم التحق بفرقة نجيب الريحاني سنة 1926 ثم ترك الفرقة لعدم اتفاقه مع مدير الفرقة وقتها بديع خيري ليعمل في فرقة اسماعيل يس 1954.
قدم ‘المعلم بحبح’ سنة 1935 في السينما من اخراج شكري ماضي ثم دنجل ابوشنتورة في ‘سي عمر’ والمعلم نفخو في لعبة الست وقدم تاجر السلاح 1950 في ليلة الدخلة وسنة 54 قدم المعلم عبدالعزيز في الاستاذة فاطمة مع فاتن حمامة و المعلم الجزار والد الانسة حنفي سنة 54 أفلام عديدة قدمها القصري الذي رحل عنا 1964 تاركا ابداعات ليست لها حدود.
عبدالفتاح القصري اصبح نمطاً من الأنماط يتم تقليده، وذلك لتفوقه في آداء ابن البلد البسيط وكان قاسم مشترك في جميع افلام الريحاني وإسماعيل يس.. واشتهر بجملة «نورماندي تو». و" كلمتي ما تنزلش الارض ابدا " و" يا ارض اخسفي ما عليكي " وغيرها الكثير من اللازمات المضحكه .
كان من ابرز الشخصيات التي كان يؤديها شخصية ابن البلد الغير متعلم و بلغ رصيده من الأفلام حوالي ستين فيلما و كان أخر أفلامه " سكر هانم " عام 1960 ..

من أهم أفلامه فيلم " سي عمر " عام 1941 فيلم " لعبه الست " عام 1946 و فيلم " ليلة الدخلة " عام 1950 و فيلم " الاستاذة فاطمة " عام 1952 و فيلم " الآنسة حنفي " عام 1954 و فيلم " إسماعيل ياسين في متحف الشمع " و فيلم " ابن حميدو " عام 1957وليلة الجمعة .

جاءت نهاية الفنان الكبير عبد الفتاح القصري مأساة حقيقية بكل المقاييس ، فبينما كان يؤدي دوره في إحدي المسرحيات مع إسماعيل ياسين إذا به يصاب بالعمي المفاجئ ، فيصرخ قائلا : لا أستطيع الرؤية •• وأعتقد الجمهور أن هذا الأمر من ضمن أحداث المسرحية فزاد الضحك وزادت المأساة ، بينما أدرك إسماعيل ياسين حقيقة ما أصاب صديقه عبد الفتاح القصري فسحبه إلى كواليس المسرح ، ومع نكبة العمي جاءته نكبة أخرى بتنكر زوجته الشابة له فكانت اصغر منه كثيرا وكان قد كتب لها كل ما يملك باسمها و كان يتمني ان ينجب منها فقد احبها كثيرا و لكنها تنكرت له ، وطلبت الطلاق منه ، بل والزواج من صبي كان القصري يعطف عليه ، وتركته زوجته السابقة حبيس غرفة حقيرة يعاني من الظلمة والقهر والمرض ، فأصيب بتصلب في الشرايين أثر على مخه مما أدى إلى إصابته بفقدان الذاكرة والهذيان المستمر ، وتوالت النكبات عليه فقررت البلدية إزالة منزله ؛ فاضطر ان يعيش في منزل متواضع بمنطقه الشرابيه مع اخته التي كانت تبيع الشاي و تقدم خدماتها لجيرانها للصرف علي البيت و في اخر ايامه لم يستطع السير و كان يتحرك بالبيت علي يديه و قدميه و لم يكن له ما يشغله سوي الجلوس في بلكونه المنزل ليحاول اجترار ذكرياته القديمه و اشد ماكان يؤلمه تنكر الكل له فلم يسأل عنه احد و كان حزينا من كل زملائه وبالاخص من اسماعيل يس زميله و رفيقه في الفن و الذي كان مشغولا في اعماله و مشاكله مع الضرائب ومن مأساة إلى أخرى جاءت نهاية عبد الفتاح القصري في مستشفي المبرة حيث لقي ربه في صباح الأحد الثامن من مارس عام 1964 ، ولم يحضر جنازته سوى أربعة أفراد منهم الفنانه نجوي سالم الذين شيعوه إلى مثواه الأخير •




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق