الأحد، 22 يونيو 2014

‏كيري: تسليم "الأباتشي" لمصر قريبا.. و"داعش" خطر على المنطقة

قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن بلاده ستسلم طائرات "الأباتشي" إلى ‫#‏مصر‬ قريبا، محذرا في الوقت نفسه من أن تنظيم " داعش" خطر على المنطقة.
وفي مؤتمر صحفي عقده مع نظيره المصري سامح شكري، عقب لقائهما في القاهرة، اليوم، أكد الوزير على أن بلاده ستقوم بحل أزمة المساعدات لمصر مع مجلس الكونجرس الأمريكي قائلا" سنقوم بحل هذه الأمور وسنحصل على كامل المبلغ الخاص بالمساعدات".
وأضاف "سنقوم أيضا بتسليم طائرات الأباتشي لمصر قريبا وهناك أسباب وجيهة لذلك لكي نقوم بذلك فهذه الطائرات هدفها مواجهة الإرهاب حيث تعمل مصر وإسرائيل معا لمواجهة الإرهاب وبذلك نضمن أن أموال دافعي الضرائب الأمريكيين تذهب إلى المسار الصحيح".
وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد بحث خفض المساعدات إلى مصر بقيمة 400 مليون دولار، وذلك بموجب مشروع قانون للمساعدات الخارجية، بحسب ما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وغادر كيري فور انتهاء المؤتمر الصحفي في القاهرة، متوجها إلى الأردن لاستكمال جولته في المنطقة التي بدأت اليوم وتستمر إلى 27 يونيو/ حزيران الجاري وتشمل الأردن وبلجيكا وفرنسا، لإجراء "مشاورات مع شركاء وحلفاء حول الطريقة التي يمكننا بها المساهمة في أمن واستقرار العراق وتشكيل حكومة جامعة فيه".
وكان كيري، وصل القاهرة في وقت سابق اليوم، وإلتقى نظيره المصري، ووفد من منظمات المجتمع المدني والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لتهنئته بفوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرا.
ومنذ عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي في يوليو/ تموز 2013، شهدت العلاقات بين واشنطن والقاهرة توترا على فترات متقطعة، كان أبرزها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حينما أعلنت الإدارة الأمريكية تعليق جزء من المساعدات العسكرية السنوية لمصر.
ورفعت واشنطن، في أبريل/ نيسان الماضي، الحظر عن تسليم 10 طائرات أباتشي لمصر، لدعم عمليات "مكافحة الإرهاب" في شبه جزيرة سيناء (شمال شرق)، على الحدود مع إسرائيل.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، ستيفن وارن، في حينه إن بلاده "ما زالت مستمرة في حجب وعدم إرسال مقاتلات (إف 16) ودبابات (إم 1) وصواريخ (هاربن) إلى مصر؛ "بسبب عدم وضوح الانتقال الديمقراطي في مصر".
وتقدم واشنطن، لمصر، نحو 1.5 مليار دولار مساعدات سنوية (بينها 1.3 مليار مساعدات عسكرية) منذ توقيع القاهرة معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979.
وشدد كيري في المؤتمر الصحفي بالقاهرة، على متانة العلاقات بين البلدين وقال "جئت إلى هنا لكي أعيد التأكيد على متانة الشراكة التاريخية بين الولايات المتحدة ومصر واتشاور حول الأوضاع الهامة التي نواجها في المنطقة وعلى وجه الخصوص العراق وليبيا".
وتابع "بعد ٣ سنوات صعبة من التحول الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بأن ترى مصر النجاح ونريد أن نرى شعب مصر ينجح ونريد أن نساهم في هذا النجاح".
وعن ملف حقوق الإنسان، قال كيري إنه عقد مع السيسي "نقاشا شاملا حول الأمور المتعلقة مراسل الجزيرة (الاسترالي) وأحكام الإعدام الأخيرة في مصر".
وبيتر جريتي صحفي أسترالي يعمل بقناة الجزيرة القطرية محبوس على ذمة قضية تتهمة فيها القاهرة بالتحريض على مصر.
وكانت المحكمة، قضت السبت، بإعدام 183 شخصا بينهم قيادات بجماعة الإخوان، ومرشدها العام محمد بديع، على خلفية إدانتهم بـ"اقتحام وحرق مقر شرطي بمدينة العدوة في محافظة المنيا وقتل رقيب شرطة"، وذلك في سياق الاحتجاجات على فض قوات الجيش والشرطة لاعتصام مؤيدي الرئيس الأسبق محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية (شرقي القاهرة) ونهضة مصر (غرب العاصمة) في 14 أغسطس / آب 2013.
وأضاف كيري "أرى أنه من المناسب أن يتحدث السيسي بنفسه في الوقت الذي يراه مناسبا عن هذه الأحكام فقد أعطاني حسا كبيرا بأنه ملتزم تماما بالعملية التي وضعها وإعادة تقييم تشريع حقوق الإنسان وكذلك العملية القضائية وغيرها من الخيارات المتاحة".
ولفت كيري إلى أنه أكد في القاهرة على دعم بلاده "لحقوق المصريين في التعبير والتجمع وناقشنا الدور المهم لمجتمع مدني حر وسيادة دولة القانون".
وفيما يتعلق الوضع الإقليمي خاصة في ظل التطورات الميدانية في العراق وسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام " داعش" على عدة مدن، وكذلك الاشتباكات في ليبيا بين متطرفين قيادات ولواء منشق عن الجيش، قال كيري، الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكد أننا لن نقوم بإرسال مزيد من الجنود، وهناك لكننا سنساعد الشعب العراقي إذا ما أرادوا ذلك في أن يختاروا حكومة موحدة تتصدى لـ"داعش".
وأضاف كيري "لم نكن مسؤوليين عما حدث في العراق وليبيا (...) ونتعاون مع مصر وتونس وبقية البلدان من أجل مساندة ليبيا ودحر المتطرفين".
واستطرد "الولايات المتحدة ليست ضالعة في أي محاولات لاختيار أي شخص أو فرد واحد لكي يتولى قيادة العراق فهذا أمر يرجع إلى العراقيين"، مضيفا "نمر بلحظة حرجة يجب أن نعمل فيها سويا، وعلى القادة العراقيين تشكيل حكومة وحدة تعبر عن مطالب الشعب العراقي".
وتابع "نحن نريد أن يجد الشعب العراقي قيادة مستعدة لتمثيل جميع الشعب العراقي وأن تكون مستعدة أن تكون شمولية وأن تستطيع التعامل مع أي مصدر خاطر".
واعتبر وزير الخارجية الأمريكي أن "داعش" خطرة على المنطقة مضيفا "داعش يمثل أيديولوجيا العنف والاضطهاد وهو خطر لا يهدد العراق فحسب، بل المنطقة بأسرها ونحن لا يمكننا أن نتحمل وجود كيان يتخذ من هذه الأراضي ملاذا امنا ويقوم بشن هجمات على مناطق اخرى".
وبعد انسحاب آخر جندي أمريكي من العراق، في نهاية 2011، كشف أوباما هذا الأسبوع خطةً لإرسال 300 مستشار عسكري إلى هذا البلد، لكنه شدد على ضرورة أن يقيم العراق نظاماً ديموقراطياً مفتوحاً لكل المجموعات، السنة والشيعة والأكراد.
وبدوره، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري "إن مصر والولايات المتحدة تشتركان في القلق التام بشأن أوضاع العراق ومن المهم التنسيق بيننا وبين دول الخليج في مواجهة العنف".
وشدد الوزير المصري على أن بلاده "حريصة على وحدة وسلامة أراضي العراق ونأمل أن تؤدي العملية السياسية في العراق إلى تحقيق الوحدة الوطنية".
وكالة الأناضول للأنباء | Anadolu Agency‏ ‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق