الجمعة، 13 يونيو 2014

يوسف زيدان : المصريون فى خطر أخطر ما فيه أنهم لا يدركونه

بالأمس ، أمضيتُ نهارى أتتبع الأحوال "الداعشية" المهتاجة فى العراق و سوريا ، و نظائرها الليبية ، فانتابنى قلقٌ بالغ على الواقع العربى عموماً و المصرى خصوصاً ، و أردتُ أن أشرككم فى الانشغال بهذا الخطر المحدق بالأخضر و اليابس فى بلادنا . فلم أجد اهتماماً كبيراً بالأمر ، مع أنه بالغ الأهمية . . و فى غمرة ذلك جاءت الأخبار عن الأحكام الغيابية التى صدرت ضد علاء عبد الفتاح و الذين معه ، فسألتكم عن كيفية استقبالكم لها ، فاهتمّ كثيرون ! و تابعتُ الحوار معكم بأن سألتُ سؤالاً غير استفهامى ، كان نصّه "لماذا لا أرانى متعاطفاً مع علاء عبد الفتاح و الذين معه" فى إشارة واضحة إلى أننى طالما تعاطفتُ معه من قبل ، و مع غيره ممن صدرت ضدهم أحكام مغلّظة ، بمن فى ذلك فتيات الإسكندرية الإخوانيات و أقطاب الإخوان الآخرين الذين صدرت ضدهم أحكام غيابية بالإعدام . و ما كاد سؤالى ، غير الاستفهامى ، يظهر على الصفحة . حتى انسالت شتائمُ دالة على وفرة القيح المُختزن فى قلوب كثير من المصريين ، بل وغير المصريين ممن ليس لهم بهذا الأمر دراية أو شأن . . و حذفتُ الشتائم المقذعة و حظرتُ أصحابها ، ثم بقيتُ حتى طلعت علىّ الشمسُ متألماً من المستوى الذى
وصلت إليه أخلاقيات "بعض" المصريين ، الذين يظنون ( أو خُدعوا فصدّقوا ) أنهم نتاج سبعة آلاف سنة من الحضارة المتصلة . و حكم "البعض" فى السفالة ، ينسحب على الكل لا محالة ، لشدة ظهور البقع السوداء فى الثوب الأبيض الذى يصير بجملته ملوثاً .
و كان اللافت فى هيئة الشاتمين و صفحاتهم و صورهم الشخصية ، أنهم ممن لا يحسنون شؤون نظافتهم الشخصية ، و ممن لم يقدموا لهذا البلد إلا الزعيق و النهيق اللائق بالكائنات غير الإنسانية أصلاً ، ناهيك عن التردّى الشديد فى مستواهم المعرفى و أسلوبهم الرقيع . . و قد راح هؤلاء يهلّلون بالأكاذيب التى من نوع : لأنك تدعم السيسى ( مع أننى لم أدعمه حتى الآن أو أعارضه ، بكلمة واحدة ، حتى يظهر لى أداؤه السياسى ) . . لانك تطمع فى منصب ( مع أننى رفضتُ المناصب الوزارية و شِبه الوزارية فى أزمنة مبارك و المجلس العسكرى و الإخوان ، و الآن ) . . لأنك فقدت إنسانيتك ( مع أننى لم أفقدها يوماً ، فأرتاح ، و أخوض مع الخائضين ) . . لأنك خارج نطاق ثورة يناير ( مع أننى شاركتُ فيها من لحظتها الأولى ، و هذه الصفحة شاهدٌ عدلٌ على ذلك ، و اكتويتُ مراراً بسبب هذه المشاركة ) . . ولأنك . . و لأنك ! و لم يقل لى أحدهم مَن هو ، و منذ متى صار ثورياً مُدركاً الفارق بين الثورة و الثور الهائج ، و كيف امتلك الحق فى الحكم على الآخرين .
المصريون فى خطر ، أخطر ما فيه أنهم لا يدركونه . . لّله الأمر من قبل و من بعد .
المصدر : صفحة Youssef Ziedan

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق