السبت، 22 فبراير 2014

مذبحة القلعة 1811


أرسل السلطان العثماني إلي محمد علي ليجهز جيشاً يرسله إلي الجحاز للقضاء علي الحركة الوهابية، فخشي محمد علي أن ينتهز المماليك فرصة وجود الجيش في الحجاز فيقوموا بمهاجمته ولهذا قرر التخلص منهم نهائياً .
انتهز محمد على فرصه خروج الجبش المصري بقيادة طوسون إلي الحجاز، وأقام مهرجانًا فخمًا بالقلعة دعا إليه كبار رجال دولته، وجميع الأمراء والبكوات المماليك، فلبى المماليك تلك الدعوة وعدوها دليل رضاه عنهم.
دخل البكوات المماليك على محمد علي فتلقاهم بالحفاوة، ودعاهم إلى تناول القهوة معه، وشكرهم على إجابتهم دعوته، وألمح إلى ما يناله ابنه من التكريم إذا ما ساروا معه في الموكب، وراح محمد علي يتجاذب معهم أطراف الحديث؛ إمعانًا في إشعارهم بالأمن والود.
حان موعد تحرك الموكب، فنهض المماليك وبادلوا محمد علي التحية، وانضموا إلى الموكب، وكان يتقدم الركب مجموعة من الفرسان في طليعة الموكب، بعدها كان والي الشرطة ومحافظ المدينة، ثم كوكبه من الجنود الأرناؤود، ثم المماليك، ومن بعدهم مجموعة أخرى من الجنود الأرناؤود، وعلى إثرهم كبار المدعوين ورجال الدولة.
وتحرك الموكب ليغادر القلعة، فسار في طريق ضيق نحو باب "العزب"، فلما اجتاز الباب طليعة الموكب ووالي الشرطة والمحافظ، أُغْلِق الباب فجأة من الخارج في وجه المماليك، ومن ورائهم الجنود الأرناؤود، وتحول الجنود بسرعة عن الطريق، وتسلقوا الصخور على الجانبين، وراحوا يمطرون المماليك بوابل من الرصاص، أخذت المفاجأة المماليك وساد بينهم الهرج والفوضى، وحاولوا الفرار، ولكن كانت بنادق الجنود تحصدهم في كل مكان، ومن نجا منهم من الرصاص فقد ذُبِح بوحشية.
وسقط المماليك صرعى مضرجين في دمائهم، حتى امتلأ فناء القلعة بالجثث، ولم ينج من المماليك الأربعمائة والسبعين الذين دخلوا القلعة في صبيحة ذلك اليوم إلا واحد يسمى "أمين بك" كان في مؤخرة الصفوف فلما شعر ببداية اطلاق النار قرر الفرار الا انة لم يكن امامة سوى سور القلعة لذلك اخذ فرسة وقفز بة من فوق السور سقط بة حتى ما ان اقترب من الارض قفز من فوق حصانة ليترك حصانة يلقى مصيرة بينما رأى بعض البدو أمين بك مغشياً عليه ، فأسرعوا إلي سرقة سلاحه و نقوده و ضربوه بالسيوف فأصابوه إصابة بالغة في عنقه.
والعجيب أنه لم يمت فقد كتب الله له النجاه عندما عثر عليه أعراب فقاموا بإخفائه و معالجته حتي شفي و استطاع الالتجاء إلي الشام.
وبذلك يكون هذا الأمير المملوكي قد نجا من موت محقق مرتين.
الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق الاول - فاروق مصر(‏‎‏أميمه حسين)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق